هذا المقال متوفر أيضاُ باللغة English

جميع الصور بعدسة يابسِرا إشيتو ( من صفحته على إنستغرام: Jember Productions)


تقع إنتوتو على بُعد بُعد 17 كيلومتراً شمال أديس أبابا في إثيوبيا، تُعدّ مكاناً آسراً يحمل إرثاً ثقافياً عميقاً وإطلالاتٍ خلابة من قمم التلال، تدعو الزائرين لاكتشاف سحرها العريق وجمالها الطبيعي الأخّاذ.


تأخذني مشاعر الحنين إلى أيام الصف الثاني الابتدائي، حين أتيحت لي فرصة القيام برحلة تعليمية إلى إنتوتو، وهناك رأيت تيجان الملك والملكة، وملابسهما، وأحذيتهما، وحتى موقع قبرهما. وخلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، شهد منتزه إنتوتو مشروع تحديث مذهل، حيث أصبح اليوم يضم العديد من المرافق الترفيهية، من بينها متحف يحوي أعمالاً فنية وحِرَفية تروي قصصاً عميقة، أبدعها فنانون إثيوبيون موهوبون، مما جعله وجهة لا بدّ من زيارتها.


قد تبدو الصور التي سنستكشفها أدناه للوهلة الأولى وكأنها لوحات مرسومة، لكنها في الحقيقة ليست كذلك؛ فالفنانون لم يستخدموا فرشاةً أو ألواناً، بل استعانوا بنقّاشي الخشب لصنع هذه الأعمال الفنية البديعة المبهرة.


استمتعوا بمشاهدة هذه القطع الفنية الرائعة والمفعمة بالمعاني، حيث يحمل كل عمل منها رسالته الخاصة وتميّزه الفريد.



منحوتة معدنية من إبداع أمين بادِغ، الذي يستعمل قطع المعدن المُهملة ليصنع منها أعمالًا فنية جميلة.



عمل فني من تصميم فنان غير معروف، وهو عمل فني خشبي صُنع باستخدام طلاء أسود كطبقة أساسية، ثم نُقش الخشب لتشكيل الصورة. يُلقي هذا العمل الفني نظرة على الحياة اليومية لامرأة إثيوبية ريفية مثقلة بالمسؤوليات، من رعاية أطفالها وزوجها إلى جلب الماء من بركة أو بحيرة قريبة. يُثير العمل شعوراً بالإيثار، حيث تبدو غارقة في تأملاتها وسط ثقل واجباتها.



عمل فني من تصميم فنان غير معروف، يجسد هذا العمل بشكل جميل جوهر رحلة الحياة العميقة، بما تحمله من موضوعات عن الحب، والأسرة، والألم، والفقد، إضافةً إلى التفاصيل الدقيقة التي تمسّ أعماق تجاربنا الإنسانية.



عمل فني لِفنان غير معروف، يصور هذا الفن الحياة الريفية التقليدية في المنطقة، ويُرجّح أن تكون منطقة عفر حيث تنتشر الجِمال.



هذا العمل الفني من تصميم فنان غير معروف، يُثير أجواءً مؤثرة، ويعكس حتمية الموت - تجربة لا يرغب أي منا في مواجهتها. يُصوّر الفنان طيفاً واسعاً من المشاعر، من اليأس الشديد إلى التأمل، حيث نشهد البعض يبكي والبعض الآخر يقف متأملاً في الحياة التي مضت، بينما يُنزل النعش على عمق مترين تحت الأرض. بالنسبة لي، يُمثّل هذا العمل الفني جرس إنذار قوي، يُذكّرني بمواجهة حقيقة فقدان عزيز، وهي جزء لا يتجزأ من الحياة، حيث لا أحد يعيش إلى الأبد.



عمل فني من تصميم فنان غير معروف، ينقلنا إلى عام 1896، ويغوص في حدث تاريخي محوري، حيث واجه الإمبراطور منيليك الثاني (الذي يرتدي وشاحاً أبيض على حصان أبيض) الخداع الإيطالي ومحاولة استعمار إثيوبيا. حشد الإمبراطور، إلى جانب مسؤولين نبلاء آخرين، جميع الإثيوبيين للتوحد ضد عدوهم المشترك. ومن المؤسف أن مثل هذا النوع من الوحدة في إثيوبيا لم يُشاهد بعد تلك الحقبة.



عمل فني من تصميم فنان غير معروف، يصور شاباً يحمل مزماراً، وهو مشهد مألوف في المناطق الريفية في إثيوبيا، حيث يستخدم الأولاد، غالباً الرعاة أو المزارعين، المزامير كمصدر للترفيه.



عمل فني من تصميم فنان غير معروف، يُجسّد ممارسة تقليدية للوساطة، حيث يجتمع الشيوخ لتسوية النزاعات بين الأطراف المتنازعة. يُصوّر المشهد كبار السن جالسين بينما يتعانق الطرفان، رمزاً لحل الخلاف والوئام.



هذا العمل الفني من تصميم فنان غير معروف، يصور احتفالاً مهيباً في الكنيسة.



هذا العمل الفني من تصميم فنان غير معروف، يصور بصورة صادمة الواقع القاسي لعدد لا يُحصى من الأشخاص الذين شُرّدوا وفقدوا حياتهم بشكل مأساوي.



من خلال هذه الصور، تكشف إنتوتو عن نفسها ليس فقط كمكانٍ بديع الجمال، بل كلوحةٍ حيّة تجسّد تاريخ إثيوبيا وفنّها وروحها، حيث يلتقي التراث بالإبداع في تناغمٍ ساحر.




كالكيدان زلاليم

كالكيدان زلاليم تدرس التكنولوجيا الحيوية و لكن شغفها يكمن في الكتابة والتصوير ورواية قصص الناس والفن وتمكين الناس. تستمتع بمشاهدة الأفلام الوثائقية سواء كانت عن الجرائم أو إستقصائية أو أفلام السير الذاتية. تشعر كالكيدان وكأنها روح عجوز وتنغمس في جمع المواد القديمة - الكتب على وجه الخصوص - ما تدين به لجدها الراحل. هدفها النهائي هو تسليط الضوء على ثراء إثيوبيا وإلهام الشابات للدفاع عن أنفسهن وعدم الاستسلام أبدًا.