هذا المقال متوفر أيضاُ باللغة English

عندما تبدأ الأزمات بالهطول فى هذا العالم يختل الاستقرار العام للدول، و تبدأ كل دولة بمساعدة رعاياها لإنقاذهم والخروج بأقل الخسائر من هذه الكوارث. كما تستثمر الدول مواردها لدرء الكوارث و تقليل المخاطر. و من الأزمات التى سيطرت على العالم فى الفترة السابقة انفلونزا الطيور، و الأن العالم يحتله كابوس فيروس كورونا. ما المقصود بفيروسات كورونا ؟ هى مجموعة كبيرة من الفيروسات التى يمكن أن تصيب الانسان و الحيوان على حد سواء، حيث أنها تسبب أمراض الجهاز التنفسي. فى عام 2002 انتشر مرض سارس و هو متلازمة تنفسية حادة، وكان مثل فيروس كورونا الذى انتقل من الحيوانات الى البشر. بدأ فيروس كورونا المستحدث فى الإنتشار فى الصين، و تتفاوت أعراضه من أعراض الانفلونزا حتى تصل للالتهاب الرئوي، و تكمن المشكلة الاساسية فى أن انتشاره سريع، فهو ينتشر عن طريق المصافحة، أو ملامسة الأسطح التى يتواجد فيها الفيروس. نسبة الوفيات التى يسببها فيروس كورونا المستحدث تصل 5% من نسبة المصابين به حول العالم .

يمتاز السودان بأنه دولة ذات مساحة واسعة و تباين عرقي و طبقى كبير، و اختلاف فى العادات و التقاليد بين كل منطقة و أخرى. المرحلة الحالية هى من أصعب الفترات التى مرت على السودان الجديد و المواطن السوداني بصورة خاصة، لما يصحبها من تغيير و تحقيق مطالب الثورة المجيدة. و تتجسد صعوبة هذه الفترة فى عدم الإستقرار السياسي و الإقتصادي من جهة، و ما يواجه المواطن من جهة أخرى من صفوف البنزين و الخبز، و ارتفاع اسعار كل احتياجاته و مشاكل فى المواصلات و غيرها. فى ظل هذه الفترة العصيبة التى تمر على بلادنا و على الحكومة الإنتقالية و المواطن السوداني، كيف يكون حال السودان عند انتشار فيروس كورونا المستحدث؟

undefined

Source: goindigo.in 

دول العالم الثالث ليست كمثل بقية الدول فهى تفتقر للعديد من الامكانيات التى تجعلها مؤهلة لمكافحة مثل هذه الازمات، و ذات خيارات محددة لمكافحة فيروس كورونا المستحدث. السودان هو أحد هذه الدول و له نسبة تعداد سكني كبير و تباين عرقى، فمن الصعوبات التى تواجه الحكومة الإنتقالية قلة الإمكانيات. و لذلك بدأت وزارة الصحة السودانية بالكشف المبكر و التحري عن الإصابات و الإشتباهات بالمصابين بفيروس كورونا. كما أنها أيضا خصّصت حجر صحى للمصابين، و أخذت الحكومة بعض الإحتياطات و الإستراتيجيات اللازمة لتقليل نسبة انتشار فيروس كورونا وسط المواطنين: منها تعليق حركة الطائرات فى المطار، و حركة النقل بين الولايات، و تعليق الدراسة فى كل الجامعات السودانية و المعاهد و المدارس. كل هذه الاجراءات و غيرها للحد من نسبة انتشار الفيروس، و من الإجراءات الاحترازية التى طبقتها الحكومة الإنتقالية حظر التجوال من السادسة مساءا و حتى الساعة السادسة صباحا. هنا لا أعلم لنا بحقيقة ما فائدة هذا الحظر و خصوصا أن السودانيين بطبيعتهم تحد حركتهم فى الفترة المسائية. و هناك من هم أصحاب عمل مسائي. كيف لك أن تعلن حظر تجوال بهذا الزمن و فى الفترة الصباحية و النهارية تزدحم الأسواق و المخابز بالمواطنيين، و محطات الوقود بالسيارت. كل هذا و أكثر يمكنه أن يزيد من نسبة انتشار فيروس كورونا المستحدث فى الفترة الصباحية و النهارية. لذا يجب أن يكون حظر التجوال بصورة تحمي المواطن من خطر الإصابة بهذا الفيروس، و عليه يجب أن يكون حظر التجوال بصورة دائمة. و لكن هناك بعض العقبات التى تمنع هذا القرار، منها من هم أصحاب العمل اليدوي و أصحاب القوت اليومي. و هناك مشاكل فى عدم توفر الخبز بصورة تغطي حاجة المواطنين و غيرها من المشاكل التى يواجهها المواطن السوداني. و لذلك يجب على الحكومة الإنتقالية بالنظر فى حلول لتلك المشاكل و حفظ سلامة المواطن و الحد من انتشار فيروس كورونا المستحدث.

التوعية هى من الأدوات الأساسية للحد من انتشار هذا الفيروس حيث أنها تلعب دور هام فى طرق الوقاية و أخذ الإحتياطات اللازمة عند اكتشاف مصاب. هناك بعض العقبات التى تحد من التوعية فى السودان و جعلها محدودة على بعض المناطق. من تلك العقبات قلة التعليم فى بعض الولايات السودانية حيث تقتصر حياتهم حول الرعى و الزراعة، و أيضا هناك صعوبة تلقى المعلومة حيث أن هناك مناطق كثيرة تفتقر للكهرباء و الأنترنت. و ليتم توعيتهم بفيروس كورونا و الوقاية يجب ارسال حملة تتم رعايتها من الحكومة و المنظمات المختصة لتوعيتهم. و من العقبات الهامة أيضا العادات و التقاليد حيث أنها تشكل الهيكل الأساسي فى شخصية و أسلوب حياة المواطن السوداني، فهو مثلاً يعتمد على العلاج البلدى بصورة أساسية عند المرض. ولشركات الإتصالات دور هام فى التوعية و ذلك عن طريق ارسال رسائل توعوية للمواطن و تحثه على التواجد بالمنزل. و مواقع التواصل الإجتماعي لها دور أساسي فى التوعية و سبل الوقاية حيث أنه يمكن عرض الفكرة بأكثر من طريقة مما يجعلها سهلة الفهم. و للمواطن أيضاً دور فى التوعية و ذلك بشرح و نشر طرق الوقاية لمحيطه.

undefined

Source: kirkonulkomaanapu.fi 

دور التوعية فى الوقاية من فيروس كورونا المستحدث هو السلاح الوحيد الذي نملكه و ما زال العالم يتألم و يعاني من هذا الفيروس. فى ظل هذا الألم تكمن مسؤولية الوقاية على كل مواطن بعينه و خصوصاً فى ظل ضعف الحكومات. و للوقاية علينا الالتزام بالارشادات التى اعلنتها منظمة الصحة العالمية وهى :

1. نظافة اليدين بغسل اليدين بالصابون و الماء أو استخدام محلول كحولي لفرك اليدين .

2. غسل اليدين بالصابون و الماء عندما يظهر عليهما الاوساخ.

3. تجنب لمس الوجه و العينين

4. شرب المشاريب الدافئة .

الوقاية تعرف بأنها أي نشاط يؤدى الى الانقاص والحد من اعتلال الصحة من مرض معين أو الوفاة. و هناك بعض طرق الوقاية التى تعتبر ذات أهمية بالنسبة لبلادنا و هى الاحتفاظ بمسافة متر أو مترين بين أي شخص و أخر لتجنب انتقال الفيروس من المصاب الى الشخص السليم. السودان و فى هذه الفترة هو من أكثر البلدان التى يسهل فيها انتشار فيروس كورونا، و ذلك بسبب الازدحام المستمر الذى يلاقيه المواطن بصورة يومية فلذلك يجب على المواطنيين أخذ كافة الطرق الوقائية و خاصة عند الأماكن المزدحمة لتقليل فرص الإنتشار. و أيضا لا يخفى علينا الحال من جانب الكادر الطبي و المعدات الطبية اللازمة للكشف و علاج المصابين و أيضا الاماكن التى تصلح للحجر الصحي. و عليه تكمن مسؤولية الوقاية على كل فرد فى المجتمع و هناك أيضا وسائل للوقاية يمكن أن تحد من انتشار فيروس كورونا وسط المواطنين و خاصة فى الاماكن المزدحمة و هى:

1. استخدام الكوع عند العطس بدل من اليدين.

2. غسيل الأيدى بعد العطس و السعال.

3. عدم لمس العينين و الأنف و الفم قبل غسل الأيدى.

4. المحافظة على العادات الغذائية السليمة.

5. استخدام قناع الوجه (الماسك) .

6. التعامل مع هذا الوباء بالصورة الجادة و عدم الاستهتار به، و التبليغ الفوري اذا كانت هناك حالة اشتباه.

الوقاية دائما هي أنجح أساليب العلاج و ذلك عن طريق معرفة أسباب المرض و طرق العدوى وانتشارها و هذا هو جانب التوعية. و لحفظ سلامتك و سلامة أسرتك أبدا من نفسك و خليك فى البيت، لك و لأسرتك، صحتك صحة الوطن .
 


أحمد الكامل

أحمد الكامل صانع محتوى و كاتب مقالات، و مؤسس نادي الكتابة الأدبية في كلية العلوم بجامعة الخرطوم. يقدم و يعد أحمد برنامج إذاعي باسم " طلس فن" على موقع ساوند كلاود